مساحة للاختلاف

المهندسة رانيا سمير تكتب: طاقة أخلاق الكورونا.. رسائل 2021

أحداث كثيرة إمتلأت بها سنة 2020 ولا تخلوا أيام كل من على الأرض من ذكر سيدة الأحداث المتوجة (كورونا)..

ومع كل هذا الضجيج انطوى الهدوء..

وفي كل ابتعاد ينطوي القرب والدفء والود، فكلما تم اعتزال الصخب و الحفلات زاد التأمل والبحث عن الراحة و المتعة داخل بيوتنا، وكلما ترددت كلمات وإرشادات التباعد الاجتماعي، نقترب من أسرتنا الصغيرة وتروق لنا أحداث وتفاصيل لم نكن نلقي لها بالا من قبل حتى وإن أصابنا بعض الملل يجتمع معظمنا على مواقع التواصل أو يبحث في ذكراياته عن الأصدقاء.

ولنتوقف قليلا ونتأمل ونرتقي بالوعي الجسدي للوعي النفسي ثم الروحي..

هل (الإجراءات  الاحترازية) التي طبقها الإنسان تمت بالفعل على جميع المستويات المتعلقة بنا في الكون؟

وهل الرسالة من هذا النذير اكتملت في أذهاننا وعقلها القلب كالعقل؟

وبلغة طاقة المكان بعيدا عن التنبؤات التي لا يعلمها إلا الله فإن (سنة الكورونا – 2020) كانت سنة الفأر المعدني يانج وطاقة الرقم 4 وهو رقم يحمل الكثير من العدل وكأن الأرض تصرخ منا نحن البشر وتريد أن تتنفس مع بعض الهدوء وكذلك رقم 7 الذي يتوسط مربع الباجوا ويؤشر على وجود ضغط طاقي في المركز، وله معاني كثيرة في طاقة المكان و يحتاج إلى تخفيف حدة تلك الطاقة..

جاء ذلك الفيروس الصغير ليبعد عن الأرض شيئا من التلوث وأكثرنا يعلم ويرى جليا كيفية ذلك على المستوى المادي سواء في الأماكن أو البشر أو حتى الحيوانات والطيور والبعض يتفهم كيف يتهيأ على المستوى النفسي وقد أثبتت الدراسات العلمية أن الحالة النفسية تؤثر على المناعة و الصحة، ولكن القليل يدرك الوصول لحقيقية الرسالة على المستوى الروحي والوجداني وأن هناك ما يلوث ويمرض القلب والروح كما تتلوث الأجسام و البيوت.    .

إن نذير سنة 2020 كان على شكل مرض ويرتبط بالجهاز التنفسي كارتباط عنصر المعدن بالرئتين في علم الطاقة ليهدي الله به الناس ويقوِّم أخلاقهم قبل سلوكهم ويطهر قلوبهم قبل عقولهم..

نعم النذير من الممكن أن يكون في هيئة غير البشر، و سيظل معنا إلى أن يتم الله رسالته وتصل إلى كل الناس..

فلا يكفي اعتزال شخص جسدا ولا أعتزل تتبع عوراته، أو أنظف يدي وبيتي وألقي قمامتي تتطاير حول جيراني، ولا يمكن أن ألبس كمامة تحبس زفير أنفاسي ولساني يخترق حدود الآخرين بالأذى!

وغير ذلك مما لا تراه العين كما ترى الجسد ولكن يتأثر ثم يؤثر فينا ويتسبب في أمراض لعلها أخطر من شبح الكورونا الذي يطارد كل من على الأرض ونسينا الحكمة والرسالة.

أما سنة 2021 فهي سنة الثور المعدني الأبيض ين وتحمل طاقة الرقم 5 والرقم 1 وكذلك الرقم 6 يتوسط المركز في مربع الباكوا والناتج معدن الين أضعف من اليانج ولكنه امتداد لما زرعته في السنة الماضية ويحمل من طاقتها، يصادف أن الأرض هي العنصر المؤثر بشكل عام على برج الثور وأن الرقم 1 يجعل تصنيف الثور الخاص بالسنة معدني والذي يدعمه أيضا عنصر الأرض!

وهذا لا يثير القلق بقدر ما يجب أن ننتبه لأهمية رعاية الأرض والارتباط بها ونستفيد من طبيعة المعدن فيمكن أن يصبح سيف على رقبتك أو سيف يدافع عنك وتدفع به أذى أشد من حدته.. والأعظم أنه من الممكن أن تساعدك حدته وقسوته على تحقيق أحلامك وإنجاز ما لا تصدقه وأنت بلا سيف يعينك على كسر الحواجز وتخطي الأزمات!..

ولك الإختيار.

في علم الطاقة (المعدن) يدعمه عنصر (الأرض) ومن هنا يجب أن نقرأ رسالة (طوق النجاة) ونتعلم مما مضى لتفادي تكرار الأخطاء وليس للتنبؤ واللهث وراء المنجمين فلا يعلم الغيب إلا الله ولكن هي علوم ورسائل نسبح الله ونشكره عليها، وكيف يمكن أن يتواصل الكون كله معك بقدرة الله..

ومن أقوال الإمام علي بن أبي طالب:

داؤك منك وما تبصر..

ودواؤك فيك وما تشعر

وتحسب أنك جرم صغير..

وفيك انطوى العالم الأكبر.

فعلينا أن نهتم بكل ما هو متصل بنا في هذا الكون وفي هذه السنة تشير لنا الطاقة على الأرض التي نعيش عليها لنتصل بها ونرسل لها طاقة الإمتنان والإهتمام ونتواصل معها وندعمها لتدعمنا وننعم فيها، فهي تسبح بحمد الله كما يسبح كل المخلوقات وليس فقط نحن البشر.

فلنهتم بالزراعة والتشجير، وبنظافة الشوارع والطرق.. إزرعوا في البيوت حتى وإن كانت صغيرة وبسيطة ومهما كانت حالتك المادية أو حالة سكنك فشئ من التربة والبذور والإهتمام لا يحتاج منك الكثير مقابل ما سوف تحصده من طاقة هذه المشاعر وحالة الود بينك وبين التربة والثمار والزهور، ومن المؤكد أنها ستدعمك على مستوى وعي أكبر من الجسد الفيزيائي، وإن لم ترتق لمستوى الروح على الأقل لن تنكر ما تركته في نفسك ومزاجك العام كلما مررت ورأيت بعقلك الباطن البهجة التي يضيفها النبات في المكان..

ومن الممكن تخصيص مقال آخر عن علاقة النباتات بالطاقة واختلاف تأثير كل نوع على طاقة المكان وبالتالي تنعكس على طاقتنا الشخصية وحياتنا.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليفعل) رواه أحمد.

وكذلك قال صلى الله عليه وسلم: (ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه طير أو انسان إلا كان له به صدقة) رواه البخاري ومسلم.

بغض النظر عن مقدار إيمانك بعلم الطاقة المنغمس بكل تعاليم وارشادات الأديان السماوية، ويوجد أجهزة تستطيع قياس ما لا تراه عينك المجردة كما يفعل خبراء الطقس على سبيل المثال ويمكنهم العلم قياس حالة الجو وهم لا يملكون من أمرهم شئ لكي يملكون من أمرك.. بنفس الفكرة يستطيع خبراء الطاقة القياس والحساب ليس أكثر.

ونجد مثلا طاقة الصلاة في الخشوع والوعي بكل حركاتها والإحساس بكل ما نقول ولا نرى هذا الخشوع بأعيننا لكن نرى تأثيره علينا وعلى حياتنا، وحتى عن تأثير الأرقام والحروف يمتلئ بها القرآن الكريم والكتب السماوية زاخرة بطاقة الكلمات، فكم من قارئ يؤثر و رُقيته فيها شفاء وكم من مؤد ينقر الكلام ويتناثر ما يقول كأن لم يكن بلا طاقة!

وذكرها لنا الأنبياء والرسل.

وللإرتباط بطاقة الأرض في الصلاة أكثروا من (السجود) ففيه نجاة للكثير من الأمراض وبالأخص هذه السنة.

ويستطيع المرء أن يطيل عمره وكذلك عمر الأحداث طولها وقصرها بأعماله وأخلاقه قالأجل لا يتغير ولكن العمر يتغير بنا.

قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ)

وحتى نتصل بالأرض بجانب ضرورة الزراعة ورعاية البذور وأكل ما نحصده منها أن نلبس منها كل ما هو طبيعي فهناك أيضا ملابس صحية وملابس تجلب الأمراض و الأوبئة وأفضل ما يلمس الجسد ما خرج من الطين وليس من الحيوان! وكذلك نستخدم ألوانها ولا ننسى ألوان عنصر المعدن فالأرض تدعمه لكن لا ننسى أهمية وجوده هذه السنة.

لنتخلص من حدة الكورونا فإن نظافة أجسادنا وبيوتنا لا تكفي فلما لا نتودد لله في الأرض هذه السنة ونهتم بها، ونعمرها بالخير ونطيل السجود لله عليها ولا نسفك الدماء فتسقى بدماء الظلم وتنبعث منها ترددات طاقة الألم والغضب وتعود علينا بطاقة سلبية في حياتنا فالظلم والذنوب والبعد عن سر وجودنا في هذه الدنيا يلوثنا و يمرضنا بأمراض الروح.. وهي أخطر من أمراض الجسد.

كذلك نتأمل ما بها من جمال وألوان ونسبح الله فيما أبدع لترتقي الروح ونتواصل مع ما (نفخ الله من روحه فينا) ونمتلئ بالنور ويسري الهواء النظيف بداخلنا فنتنفس وتتنفس الأرض بمن عليها و تتوازن فنتوازن.

تزينوا بالأخلاق التي أجبرتنا عليها الكورونا في كل ما يتعلق بنا في هذا الكون ليس فقط على مستوى الجسد ولكن في الفكر والقلب والروح والمعاملات وعندما نقرأ الرسالة بوعي  ستضيئ لنا النورفي عتمة الظلام و تزدهر الحياة من جديد.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ). متفق عليه.

 

اظهر المزيد

المهندسة رانيا سمير

مهندسة ديكور وخبيرة علم طاقة المكان والعلاج بالألوان

مقالات ذات صلة

يسعدنا مشاركاتك

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »
%d مدونون معجبون بهذه: