مساحة للاختلاف

الدكتورة هيام عزمي النجار: لماذا غيرنا يُحقق أحلامه ونحن عاجزون عن تحقيق أحلامنا؟

هناك فرق كبير بين قول أُريد أن أُحقق أحلامي بالكلام فقط وبين أن أفعل جاهداً لتحقيق هذا الحلم مهما كان الثمن باهظاً، كثيراً عندما تسأل الشخص ما الذي تُريده؟

فيكون رده أنا لا أريد هذا وذاك، فلماذا لا نتصارح مع أنفسنا بالذي نحبه ونُريده فعلاً حتى نضع أنفسنا في الفعل لتحقيقه؟

ذلك يرجع إلى أننا نفتقد الرغبة المشتعلة التي يمكن وصفها بأنها الأوكسجين الذي تتنفسه الأهداف، وبدونها لا نحقق أي شيئ، ونلاحظ في قوله تعالى “وإلى ربك فارغب” حتى في حبنا ورغبتنا في التقرب إلى الله نجد الرغبة لابد وأن تكون مشتعلة، الله يريد منا أن نرغب إليه بلهفة ورغبة مشتعلة وحباً في ذاته وقدراته وقضائه، أي نرغب إلى الله بأنفسنا لطاعته وحده، وإخلاصاً ووفاءاً لله وحده، لأنه جعلنا خلفاء في أرضه، وجعلنا أفضل المخلوقات عنده..

ولا بد أن نعرف أنه لا يوجد شخص متميز، وشخص آخر غير متميز، بل الحقيقة أن الشخص الغير متميز يعتبر متميز في عدم التميز، وهي وجهة نظر فلسفية لكنها حقيقية وموجودة بالفعل، أي أن الشخص نفسه هو الذي يُقرر الحالة التي يُحب أن يُصبح عليها، فلو كان لديه رغبة مشتعلة لو واجهته أي مشاكل أو صعوبات أو تحديات سواء كانت كبيرة أو صغيرة، لكان قادراً على حلها بإذن الله ومواجهتها ووضع الحلول لها حتى يُحقق هدفه، لأن الرغبة القوية هي التي تسبب الأحاسيس المشتعلة التي تدفع بالسلوك للفعل الواقعي، وعندما يكون لدينا رغبة مشتعلة تكون هناك إرادة قوية تزداد مع زيادة الرغبة، ووقتها يُخلق الحماس ويستمر إلى أن يتحقق الهدف المرغوب فيه بإذن الله، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لو تعلقت همة بن آدم بما فوق العرش لناله” ومن خلال هذا القول نتأكد أن الذي يجعل الآخرين يحققون أحلامهم هو أن توجد لديهم إرادة قوية، ورغبة مشتعلة، وحماس ورؤية واضحة، وإلتزام قوي، والإصرار على الإلتزام، والإستمرارية في تحقيق الهدف المرغوب فيه، ولابد أن نعرف أن الحماس لا يختفي من تلقاء نفسه، فلو كان لديك حماس قوي وفجأة قل أو إختفى من داخلك، لابد أن تسأل نفسك أين ذهب الحماس؟ ولو ركزت جيداً لتجده ذهب مع تركيزك، فراجع نفسك أين ذهب تركيزك؟ هل توقفت عند مشكلة ما أو تحدي من التحديات وفكرت فيها بطريقة سلبية؟ وقتها إرجع إلى هدفك الأصلي وركز عليه يرجع لك حماسك وبقوة لأن الحماس مرتبط بالتركيز، وتذكر أنه مع الأمل في الله دائماً وأبداً تستطيع أن تتحدى كل الصعوبات والتحديات التي تواجهك.

أيها الإنسان إعمل كل يوم على تقليل ما تُريد أن تبتعد عنه من أعمال أو عادات سلبية، وإعمل كل يوم على زيادة ما تُريد أن تفعله وتقترب منه بالفعل حتى تصل إلى هدفك برغبة قوية وببراعة وإحتراف، وكُن دائماً عظيماً بالفعل لأنك صاحب هذه الفكرة العظيمة.

ونختم قولنا بدعاء الشيخ الشعراواي رحمه الله: اللهم إرضى عنا وإجعل همتنا وسعينا لما تُحبه وترضاه.

 

بقلم د. هيام عزمي النجار

خبيرة التنمية البشرية

مدربة قوة الطاقة البشرية

ممارس برمجة لغوية عصبية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

يسعدنا مشاركاتك

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »
%d مدونون معجبون بهذه: