شارع الثقافة

لقاء الكاتب محمد الليثي مع شمس الدين.. خواطر

وبعد أن أنهت زيارتي أحزان قديمة، يا صديقي شمس الدين. ضحكت، وارتسمت على وجهي ابتسامة ماكرة،وهكذا تساءلت..كيف لقلب الإنسان أن يتحمل كل ذلك وهو مضغة صغيرة..؟

 ويا لقلبي ويا للحب!.

 فإذا كان للألم مرارة فالحب له ما يزيد عن ألف مرارة.

 وسألت شمس الدين كيف ترى الحب؟

أجابني شمس: أرى في الحب قاتلاً ومقتولا ساحرا ومسحورا آسراً ومأسورا ولعمري لا يكمل الفتى إلا بالحب ولا يصلب عوده قبل أن يكتوي بناره ولقد قاسيت مع الحب ألواناً وألقى على كاهلي أثقالاً حتى فزعت من الحب إلي الحب وإنه لو عاد بي الزمان لما سلكت تلك الدروب ومررت بتلك المفازة

وقد أحسن الشاعر المخضرم تميم بن مقبل إذ قال:

فَلَوْ قَبْلَ مَبْكَاهَا بَكَيْتُ صَبَابَةً

بِلَيْلَى شَفَيْتُ النَّفْسَ قَبْلَ التَّنَدمِ

ولكِنْ بَكَتْ قَبْلي فَهَاجَ لِيَ البُكَا

بُكَاهَا فَقُلْتُ الفَضْلُ لِلْمُتَقَدِّمِ

وأقسمت لشمس الدين على أنه بالرغم من مرارات الحب ألا أنه رحمة ففيه يسكُن القلب ولأجله تكون التضحية وأما عن عذابه فهو ألا تنسى وفي ذلك أذكر شيخاً قال لمريده :

 يَالَيْتَ أَنَّى إِذَا اشْتَقْنَا لِمَنْ رَحَلُوا

نَغْفُو فَيَأْتُونَنَا فِي الحَالِ زُوَّارا ..

فلن أغفو حتى أرى طيفهم إذا ما رأيك يا صديقي أن تُعلمني ألا اشتاق..

أجابني شمس قائلاً: هيهات هيهات ، سبق السيف العذل كيف لمن أبصر النور أن يألف الظلمة وكيف لمن تجلى له القُرب أن يألف البُعد فإن من ذاق عرف ومن عرف اغترف فإن للحب آثاراً تشفي المفؤود وتحيي المؤود وخلتها أوتيت من مزامير آل داوود

وقد أحسن من قال:

لا يعرف الشوق إلا من يُكابده

ولا الصبابة إلا من يُعانيها

وبعد أن مضى شمس الدين انفطر قلبي لحديثه فخاطبت نفسي محدثاً

 فقام شمس وودعا وأودع قلبي يتوجعا

بقلم/ محمد الليثي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

يسعدنا مشاركاتك

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »
%d مدونون معجبون بهذه: