شارع الثقافة

قرأ في عين صديقه أحزانه.. خواطر بقلم محمد الليثي

وماذا بعد يا صديقي، تجمعت عليَّ الأحزان قديمها وحديثها أولها وآخرها قليلها وكثيرها وكأنَّ الليل لم يكتفي فأرسل حليفه النهار كلاً منهم يطلق بسهامه على صدري الحزين  وكأنَّي الفريسة التي تلقت سهام الحزن لتقع أرضاً وعيونها لا تدمع.

ورأيت أنت ذلك الحزن في عيني وتلك الكآبةُ وما أراهُ عمل يوماً ولا حتى عاماً بل هي تراكمات يا أخي.

وما تعريف الهم عندكم؟

وهل هو من الحزن أم الحزن منه أم كلاهما من الآخر ؟ وهل ما أصابني هم أم هو حزن؟

وأظُنَّك تعرفني رجلاً حراً أتحملُ الصعاب ولا أخشاها ولكنه المجتمع وما أصابهُ من تفاهات وتُراهات وكذلك العالم المليء بالحمقى وقد أخبرتك عن سر ضحكاتي العالية ولو تعرف كم تنهيدة ألم تطير في الهواء معها فأخشى أن تندثر تلك الضحكات لأنه حينها سيقتلني الألم كمدا…

وهل للحب تعريف؟ أم توقف هنا العلم كما أخبرتني ولم يستطع أن يُعرِّف الحب

وأخبرتك يا صديقي ألا تسأل العلم عن تعريف الحب  بل اسأل الليل، حاور البحر، تشاور مع النجوم، ولا تنسى الغروب ربما يضع لك تعريفاً للحب، وربما يفعلها الموج ، وربما تفعلها فتاة في الأرض تُشبه الحور العين في السماء كما حدث معي فهكذا عرفتُ أنا الحب دون أن أعرف له تعريف.

وقرأتُ حيث التقينا على مسامعك تلك الأبيات التي مطلعها أفي عينيها يطيلُ غرامي  وهي أول ما كتبت من غزل صريح. وأخبرتك بأن هذه العيون هي رائعةُ النجمة التي سكنت وأسكنت. ولم يمر حديثنا دون أن تُذكرنا بأنَّ الإنسان كائن لا يفنى وعند هذه تهدأ أحزاني بعض الشيء.

وأدعو لك يا صديقي وأنا أحوج للدعاء منك

فرَّج الله همنا وهمك ويسرَّ أمرنا وأمرك ورفع قدرنا وقدرك في الأولى الفانية والآخرة الباقية وجعلني وإياك إخواناً على سررٍ متقابلين..

 

 

بقلم / محمد الليثي

البراهمة – قفط – قنا

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

يسعدنا مشاركاتك

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »
%d مدونون معجبون بهذه: