الدكتورة هيام عزمي النجار تكتب: هل الإدراك والواقع شيء واحد أم كل منهما مختلف عن الآخر؟

في حقيقة الأمر الإدراك ليس هو الواقع، فادراكك للسعادة لا يُعبر عن حقيقة السعادة، إنما يدل على إدراكك أنت لمعنى السعادة، وإدراكك للشيئ لا يُعبر عن حقيقة هذا الشيئ، إنما يعني إدراكك أنت في هذا الشيئ، وكذلك إدراكك في الحياة لا يدل على حقيقة الحياة، إنما يدل على إدراكك أنت في الحياة، قد نجد أحياناً أن إنسان ما يُدرك الحياة على أنها جميلة جداً، في حين أن إنسان آخر يجد أن الحياة سيئة جداً – فما الفرق هنا ؟ ولماذا ؟ يرجع السبب في ذلك إلى إختلاف وجهات النظر تجاه الأشياء والأشخاص.
لابد أيها الإنسان أن تعرف كيف تُدرك الأمور والمواقف والأشخاص، وإعلم أن الإداراك خمسون في المائة من التغيير، والتغييرهو بداية النمو، والنمو هو بداية التقدم والإزدهار.
مثال للتوضيح: قد يحدث لسيدة ما أنها لم تستكمل حياتها الزوجية، وإعتقدت وقتها أن حياتها بعد طلاقها من زوجها أصبحت مستحيلة، وتفاقم الأمر عندها، ولكن بعد فترة من الزمن، وجدت أنها كانت تُعطي الأمر أكثر مما يستحق، وأن ما حدث لها وقتها كان أفضل شيئ، ولعلنا نتساءل ما السبب في ذلك التغيير؟ وهل الفترة الزمنية لها علاقة بهذا الموقف ؟ بالطبع لا – الفترة الزمنية ليس لها أي علاقة، ولكن كل ما تغير هو وجهة نظر هذه السيدة، وتغيرت الطريقة التي تتذكر بها تجربتها السابقة، ومدى إستفادتها من التجربة ؟ لذلك تغير معنى التجربة بأكملها بالنسبة لها تماماً.
لذلك إحذر أيها الإنسان وترقب دائماً كيف تُدرك الأمور في الحياة؟ فالإدراك شيئ، والواقع شيئ آخر، وكلما كان إدراكك واسع ولديك معرفة كبيرة، ووعي وإدراك لكا ما يحدث حولك، كلما كُنت مُتفتح الذهن وعندك مرادفات للمعاني، وعندك أكثر من معنى عن الأشياء وعن الأشخاص حتى لا تحكم على الأشخاص، ولا تُدرك الأمور بطريقة سلبية.
بقلم د. هيام عزمي النجار
خبيرة التنمية البشرية
مدربة قوة الطاقة البشرية
ممارس برمجة لغوية عصبية










