مساحة للاختلاف

الدكتورة هيام عزمي النجار تتساءل: من أي نوع أنت أيها الإنسان؟!

يوجد في حياتنا خمسة أنواع من البشر هما:

النوع الأول: يحلم فقط ولا يفعل أي شيئ في حياته إلا الشكوى المستمرة فهو نوع لا يعرف ما الذي يُريده بالضبط ولماذا أتى بالحياة؟ أي أن هناك بعض الناس دائماً تنظر إلى الغير وتتحسر على أنفسها وهنا تقع في دائرة القتلة الثلاثة وهما اللوم والنقد والمقارنة.

اللوم: هناك بعض الشخصيات تلوم على نفسها، وعلى الظروف وعلى والديها، وعلى أي شخص، المهم أنها تلوم لتبرأ نفسها من المسؤلية، وتظل تشتكي دائماً وتُفكر سلبياً وتنعي حظها، ولا تُحقق أي شيئ مفيد بالحياة، فبدلاً من أن نلوم على أي شخص نضع أنفسنا في الفعل ولا نُضيع أوقاتنا في اللوم بل نُكافح ونجتهد لأن لكل مجتهد نصيب.

النقد: هناك بعض الشخصيات دائماً تنقد الآخرين بصفة مستمرة، وأحياناً يكون النقد هدام ويُحطم الشخص الذي يتم إنتقاده تماماً ، فبدلاً من أن ننتقد الآخرين نجعل أنفسنا الأفضل والأحسن عند الله سبحانه وتعالى – لا أحد يحكم على أحد، ولا أحد يُقيم مصير أحد إلا الله سبحانه وتعالى.

المقارنة: هناك بعض الشخصيات دائماً تُقارن نفسها بغيرها وتعيش في تعاسة لأنها تنظر للذي يمتلكه الغير سواء في (صحة / أولاد / مال/ إجتماعيات / إيمان قوي..الخ)، فبدلاً من أن نقارن بيننا وبين الغير نستغل الفرص التي أمامنا، ونُحقق أحلامنا بالجهد والعطاء والعمل الراقي، والذي يستحق المقارنة بين أنفسنا وبين الغير هما شيئئان، الأول هوالأعلى منا ديناً حتى لا نكتفي بمعلوماتنا الدينية ونعرف أكثر وأكثر، والثاني هو الأقل منا في المادة لنحمد الله دائماً على الرزق في الطعام والشراب والتنفس والنوم، وفي كل شيئ، هذه هي الحالات الوحيدة التي تصلح فيها المقارنة لتحسين وتهذيب أنفسنا دائماً بإذن الله إلى الأفضل.

النوع الثاني: يعرف الذي يُريده بالضبط ولكنه لا يعرف كيف يُحققه؟

النوع الثالث: يعرف الذي يُريده ويعرف كيف يُحققه ولكنه ليس عنده ثقة في نفسه ولا في قدراته.

النوع الرابع: يعرف الذي يُريده ويعرف كيف يُحققه وعنده ثقة في قدراته لكنه سرعان ما يتأثر بآراء الآخرين، وجدير بالذكر هنا أن نتوقف ونقول أن إرضاء الله غاية لا تُترك، وإرضاء الآخرين غاية لا تُدرك، فإذا كان لديك ما يؤثر على قراراتك التي تُحدد حياتك ومصيرك وأهدافك إستبعده تماماً وخُذ من الرأي والنقد البناء الجانب الذي يخدم هدفك  فقط ، ولكن الرأي والنقد الهدام إحذفه تماماً من حياتك مع الإستماع للطرف الآخر بكل حب وإحترام وتقدير ولكن ليس شرطاً أن تأخذ برأيه وتفعله.

النوع الخامس: يعرف بالضبط ما يريده، ويعرف كيف يُحققه، ويثق بقدراته ويعرف جيداً قدر نفسه، ولا يهتم ولا يتأثر بآراء الأخرين ولا حقد الحاقدين ولا حسد الحاسدين، بل يُنفذ هدفه ويسعى إلى تحقيقه دون الإلتفاف من ورائه إلى أي أحد يحاول إيقافه عن شعلة نجاحه وتقدمه.

فهناك إناس تصنع الأحداث، وهم الذين يخترعون ويبتكرون ويتركون بصمة في حياتهم وبعد مماتهم، وهناك إناس تشاهد ما يحدث، ويكون دورها المشاهدة فقط  دون فعل أي شيئ له قيمة، وهناك إناس لا تدري ماذا يحدث، وهم الذين ليس لهم أي أهداف بالحياة تائهين وضائعين دائماً.

فياترى أي نوع أنت أيها القارئ من هذه الأنواع؟

أيها الإنسان كُن صريحاً مع نفسك في الإجابة على هذا السؤال حتى تفعل شيئاً له قيمة في حياتك.

 

بقلم د. هيام عزمي النجار

خبيرة التنمية البشرية

مدربة قوة الطاقة البشرية

ممارس برمجة لغوية عصبية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

يسعدنا مشاركاتك

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »
%d مدونون معجبون بهذه: