محمد الليثي يكتب: لقاء محتمل

جمعتني الصدفة برجل في الثانية والستين من عمره، وبعد أن تحاورنا وحدثني ذلك الرجل البسيط عن رحمة الله وقدرته في الكون، وأن الله الجامع والمانع، ورأيت في ذلك الرجل إيماناً وتسليماً لأمر الله.
وحكي لي عن ابنه المفقود منذ أربعة أعوام، ودمعت عيناه لتلحق بها عيني، وسألته ما الذي أدى إلي فقده؟
فعرفت أنها مشكلة صغيرة، وكان حينها في الرابعة عشر من عمره، وغادر البيت مفارقاً إلي حواري القاهرة الغامضة، وهو الآن في الثامنة عشر من عمره، وأبيه لم يره منذ أربعة أعوام، لم يسمع صوته، لم يرى تغير ملامحه وهو يكبر، وهكذا بقية عائلته لا يعرفوا عنه شيء.
لو رأيتم ذلك الحزن في عين الرجل، لو رأيتم ذلك السهم الذي فجع كبده لفراق ابنه .
الابن اسمه (محمد حسن إكباري) من بداري أسيوط ووضعت صورته وهو صغير في عنوان المقالة بدلاً عن صورتي.
وجاء في خاطري أن تنشر بوابة الضحى عن ذلك الأمر، ربما يكون نشرها سبباً في أن يجتمع الابن بأبيه، وهذا تالله لعمل عظيم. فالحب أولاً ومن ثم فراقهما وليس بعد الفراق إلا الحنين والحنين في طيه الحب، والحب رحمة والرحمة صفة الله.
فاللهم اجمع الابن، الذي أصبح غريباً، بأبيه الذي يقتل الحزن في روحه المسكينة، ويفتك وجع الفراق المرير في قلبه الحزين، ويا لمرارة الفراق التي لا يعرفها إلا من ذاقها
فاللهم لقاءهما عن قريب..
الكاتب/ محمد الليثي










