مساحة للاختلاف

الدكتورة هيام عزمي النجار تتساءل: ما الذي تفعله لكسب قلوب الآخرين؟

سؤال يسأله الكثيرون، وليتهم يعرفون أن الإجابة هي لكي تكسب قلوب كل من حولك عليك بإتباع الآتي:

السلام والمصافحة الحارة:

أي السلام الجميل باليد الذي يعطي الراحة والطمأنينة للطرف الآخر، ويعطيه الثقة في أنك لا تؤذي يديه بسلامك له لأن هناك بعض الناس جافة وحادة وعنيفة وباردة في سلامهم فإذا كان سلامك من هذه الأنواع فهذا يوحي للطرف الآخر بإيذاءه وهنا لا يحدث أبداً أي تواصل ولا جاذبية بين الطرفين، ياترى بتسلم على الناس إزاي؟

الروح المرحة:

لا بد أن تكون أيها الإنسان خفيف الظل مليئ بالأمل والحيوية والنشاط والتفاؤل المستمر في هذه الحياة أي أن تُداعب وتُعطي فكاهة وليس نكتة دون أي إبتذال منك، وتأتي الروح المرحة من قلبك فلو كان ما بقلبك حب وتسامح وعطاء وصدق وإخلاص لكانت روحك سامية وفكرك وسلوكك ونتائجك مثل قلبك فياترى روحك من أي نوع؟

الاهتمام بالآخر والتحدث فيما يهمه:

 هل من الممكن أن تهتم بالطرف الآخر دون أن يكون لديك إهتمام بنفسك؟ بالطبع لا وذلك لأن الإهتمام لابد أن ينبع من الداخل قبل الخارج والإهتمام يولد الحب، والحب يصنع المعجزات، فالمريض مثلاً عندما يدخل المستشفى ماهي إحتياجاته في إعتقادك؟ هل النفقات العلاجية أم الإهتمام أم أساليب التغذية أم أسلوب العناية الطبية؟ إن الذي يحتاجه المريض قبل أي شيئ هو الإهتمام والراحة النفسية حتى يشعر أنه في أيدي أمينة، كما أنه لو كان في بيت أهله ثم بعد ذلك يستقبل ويتمنى العناية الطبية الممتازة وتليها أسلوب التغذية ثم بعد ذلك النفقات العلاجية، أيها الإنسان لابد وأن تهتم بالشخص الذي تُحادثه والذي أمامك والتحدث فيما يهمه هو أولاً، فهناك إناس كثيرة تحتاج فقط إلى أن تسمع لها وتشعر بها وتتعاطف معها داخلياً وخارجياً، وتُصبحا أنتما الإثنان على نفس المكان حتى يتم التوافق والتواصل بينكما، فهل تفعل ذلك في معاملتك مع الطرف الآخر وتُشعره بأهميته أم ماذا تفعل؟

التسامح:

من لا يغفر لا يُغفر له، والتسامح ليس فريضة بل إنه إختيار لكنه إختيار صعب فيه جهاد للنفس، ولابد من التسامح المنطقي والعاطفي أي يكون العقل والقلب مُتسامحين معاً، فلا يصح أن تُسامح بعقلك فقط إنما لابد من توحيد القلب والعقل معاً في التسامح المتكامل حتى توجه طاقتك أيها الإنسان فيما يُفيدك وإبعد كل البُعد عن خطورة عدم التسامح، كما قال المسيح عيسى عليه السلام: ( من ضربك على خدك الأيمن أدر له خدك الأيسر ) فأين أنت من هذا التسامح؟

البُعد عن الجدال والنقد اللاذع:

دائماً إبدأ حديثك مع الطرف الآخر بنقطة الإتفاق سواء كنت تعرفه أو لاتعرفه وذلك حتى تتصل معه وتكسب قلبه ثم بعد ذلك بطريقة النصيحة الغير مباشرة توجهه لأفكارك وآرائك، وليس فرضاً عليه القبول والموافقة بل مجرد توجيه منك فقط وعليه هو حرية قبول أو رفض آرائك، ولكن عليك أيها الإنسان بالبُعد تماماً عن الجدال والنقد اللاذع الذي يجرح الطرف الآخر بدون فائدة بل يجعلك تخسره تماماً، وتذكر أيها الإنسان ان الجدال والخلاف تبادل للجهل، أما الحوار فهو تبادل للفكر.

الثناء والمدح:

أي لا نفاق ولا رياء ولا مبالغة ولا تقليل إنما دائماً عليك بالإعتدال، فكل إنسان منا يحتاج إلى الثناء والتقدير في أي عمل يعمله، فالتقدير من الإحتياجات العشرة للإنسان، وإذا لم يشعر الإنسان بالتقدير من الآخرين سيُصاب بالإحباط التام، ولمعالجة هذه النقطة دعني أسألك أيها الإنسان هل التقدير خارجي مُنتظر أم داخلي،  فنجد أن هناك كثير من الناس لا يعطونك التقدير الذي تستحقه سواء كان ذلك من العائلة أو الأصدقاء أو العمل، وللتغلب على هذه النقطة ومعالجتها عليك أن تشعر أنت بتقديرك لنفسك وقيمة نفسك في كل شيئ لما وهبك الله من قدرات ربانية وإمكانيات شخصية، مهنية، إجتماعية، مادية وكل النعم التي أعطاها لك الله سبحانه وتعالى، وعندما تشعر بذلك داخلك تزداد ثقتك بنفسك وتكون عالية، وتقديرك الذاتي يزيد، وبالتالي تُعطي الآخرين هذا الشعور فيزيد تقديرهم لك، دعني أسألك؟ لو إفترضنا أن الذي أمامك مثلاً لا يشعر بقيمتك ولا يُقدرك في موقف من المواقف عليك ألا تُحبط نفسك أبداً ، ولا تيأس وركز على إنجازاتك وتقديرك الذاتي داخلياً دائماً ، وتذكر أيها الإنسان أن أي شيئ لا يُمكن أن يحدث في العالم الخارجي إلا إذا حدث في العالم الداخلي أولاً أي داخل نفسك أنت.

الإستماع والإنصات:

إستمع ثم إستمع ثم إستمع ولا تُقاطع الطرف الآخر حتى تصل معه لدرجة الإنصات، وتذكر أنه يوجد فرق كبير بين السمع والإنصات، فإنك عندما تسمع فالسمع وظيفة فسيولوجية، أما الإستماع ومن ثم الإنصات هذه عملية فسيولوجية، وكما قال العالم الجليل رحمه الله، الدكتور إبراهيم الفقي (من السمع إلى الإنصات ومن الإنصات إلى السكوت، ومن السكوت إلى السكون، وقتها فقط تسمع صوت الله في كل شيئ حولك)، ولا تنسى أن هناك مستويات من المستمعين فمنهم من يسمع ولا يستمع، ومن يُنقي لما يستمع، ومن يستمع بكل جوارحه، ومن يستمع بذهنه فقط، أي أنه لابد من إتقان فن الإستماع والإنصات، وفن الحديث، أيها الإنسان لابد من معرفة حقيقة هامة جداً وهي كيف تستمع وتنصت؟  وكيف تتكلم؟

الإبتسامة:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (تبسمك في وجه أخيك صدقة )، فهل تعرف أن وجهك  يوجد به ثمانون عضلة؟ وعندما تبتسم فإنك تستخدم وتُحرك 14 عضلة منهم، وهل تعلم أنك عندما تبتسم يدعي لك كل عضو من أعضاء جسمك لأنك جعلته يسترخي ويرتاح؟  وليس هذا فقط ما يحدث عند الإبتسامة إنما يدعي لك من جعلته يبتسم أيضاً في كل جزء من أجزاء جسمه لأنك جعلته يسترخي ويرتاح، فعندما تبتسم يفرز الجسم مادة الأندروفين التي تفرز بدورها مسحوق السعادة وبالتالي تزيد مناعة الجسم، ويُصبح الإنسان في حالة إسترخاء ذهني وجسماني وسعادة بالغة تُعطيه الأمل في كل شيئ، وعند فحص العلماء لهذه الإبتسامة الداخلية لأعضاء الجسم وجدوا أنها تُفرز حامض فائدته مثل فائدة العسل الأسود للإنسان، هذه كلها فوائد بسيطة عن الإبتسامة ولا ننسى أن الإبتسامة هي أقصر طريق للتواصل مع الطرف الآخر فمن الممكن قيادة الطرف الذي أمامك عن طريق الإبتسامة، وهذا ما أسماه العلماء (القيادة في الإبتسامة).

 

بقلم د. هيام عزمي النجار

خبيرة التنمية البشرية

مدربة قوة الطاقة البشرية

ممارس برمجة لغوية عصبية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

يسعدنا مشاركاتك

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »
%d مدونون معجبون بهذه: