مساحة للاختلاف

الدكتورة هيام عزمي النجار تتساءل: لماذا لا ننظر للذي نملكه ودائماً ننظر للذي ينقصنا؟

لماذا لا ننظر للذي نملكه ودائماً ننظر للذي ينقصنا؟

لا بد أن نتوقف هنا كثيراً بالفكر للإجابة عن هذا السؤال، ليكون الرد هو الرضا، الذي يعتبر قيمة من القيم العليا..

فالله يُخاطبنا ويقول لنا “إن لم ترض يا ابن آدم بقضائي فاخرج من سمائي ولتختار رباً سواي”

وكذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرضا “إرض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس”

فالله يُعطي الابتلاء وعلينا نحن البشر الرضا بالقضاء والقدر لأننا سواء رضينا أو لم نرض،  فالإبتلاء حدث بالفعل وانتهى، ولكن الله يُغير القضاء بالدعاء، وعلينا بعد أن نرضى نصبر على كل ما أعطانا الله، حتى يُمكننا الله برحمته وعظمته وجلاله وقدرته على أن تمر المِحن لتكون منح من عند الله.

ولننظر في أنفسنا كما قال المولى عز وجل “وفي أنفسكم أفلا تبصرون” فقد وهبنا الله الكثير والكثير من نعمه التي لا تُحصى ولا تُعد، كما قال في قوله تعالى “وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها” فهناك من يتمنى الرزق في المادة فيعطيه الله إياه، وهناك من يتمنى الرزق في العمل فيعطيه الله إياه، وهناك من يتمنى الرزق في الزوجة والأولاد فيعطيه الله إياه، وهناك من يتمنى الرزق في حب الناس فيعطيه الله إياه، وهناك من يتمنى الرزق في الصحة فيُعطيه الله إياه، وهناك من يتمنى الرزق مع الله دائماً وأبداً أي الرزق الروحاني، وهذا هو أساس الرزق كله، فمن كان مع الله كان الله معه في كل مكان وزمان ويكون قد ملك الدنيا بما فيها، ويذهب إلى آخرته ليرضى الله عنه، ويكون راضياً عن نفسه، ويرضى عنه الآخرين.

فالله يُعطينا ما نتمناه حتى وإن تأخرت علينا تحقيق أمنياتنا فإن الله عليم خبير بكل شيئ، يُعطينا في الوقت الذي يُناسبنا، والذي نشعر به بقيمة الأمنية التي كنا نتمناها، ويؤجل لنا بعض الأمنيات لحكمة ما عنده وحده لا يعلمها إلا هو سبحانه وتعالى ليُخرجنا إلى بر الأمان، ولو نعلم كل ما يفعله الله لنا وحكمته علينا لكُنا أجلنا كل الأمنيات لنتمتع بها في الآخرة، لكن الله دائماً عفو كريم حليم عظيم فيقول: “فإذا سألك عبادي عني فإني قريب أُجيب دعوة الداعِ إذا دعاني” وكذلك في قوله تعالى “ادعوني أستجيب لكم” الله يطلب منا الدعوة ويُحب أن يتذكره العبد دائماً، الله الذي لا حاجة له بنا وله الأمر حيثما كان وحيثما شاء يطلب من عبده أن يدعي له بصفة مستمرة.

يا عباد الله ادعوا الله وأنتم متأكدين أن الله سيستجيب لكم فلا يوجد حجاب عن الله أبداً لأي دعوة يدعو بها الإنسان مهما تأخر تحقيقها سوف يُحققها الله لنا في الوقت الذي يُريده هو لأنه عليم بذات الصدور.

ونختم القول هنا بدعاء يُريح النفس ويُعطي الراحة والطمأنينة والأمان “اللهم إني أسألك من خير ما سألك منه نبيك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وأعوذ بك من شر ما إستعاذ منه نبيك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، اللهم إني أسألك من خير ما تعلم وأعوذ بك من شر ما تعلم، اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم”.

آمين يا رب العالمين

 

الدكتورة هيام عزمي النجار

بقلم د. هيام عزمي النجار

خبيرة التنمية البشرية

مدربة قوة الطاقة البشرية

ممارس برمجة لغوية عصبية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

يسعدنا مشاركاتك

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »
%d مدونون معجبون بهذه: