سلايد شومساحة للاختلاف

الشاعر محمد بسيم يكتب: لم تعد يا ريف ريفًا

ما يميز الريف هو الهدوء وجمال الطبيعة إلى جانب الطقوس الخاصة بأهل الريف كمشاركة الأفراح والأحزان والاستيقاظ مبكرا لقضاء الحاجات (بيصحى من النجمة)، انتشار الكتاتيب التي تعمل على تحفيظ القرآن الكريم والأحاديث.

ما يميز القرى أيضا وبالأخص في الصباح الباكر هو صوت إذاعة القرآن الكريم الذي لا يخلو منه بيت حتى إن السائر في الطريق يستطيع أن يقرأ مع الراديو دون انقطاع…. إلخ.

وذلك للأسف كان قديما أما الآن فحدث ولا حرج، أصبح الريف كمدينة ولكن بإطار ريفي مما أفقده هويته فلا ظل ريفا ولا أصبح مدينة، وأصبح الريفيون متمدينون أكثر من سكان المدينة أنفسهم.

فترى التقليد الأعمى في اللبس وطرق المعيشة، تبدل صوت القرآن في البيوت في الصباح بصوت المهرجانات، أصبح حلم الأطفال والشباب أن يكونوا مثل اللاعب الفلاني أو الممثل الفلاني بدل ما كان حلمهم حفظ القرآن.

تستطيع أن ترى ذلك التغيير حتى في عادات الناس اليومية، وإذا نظرت إلى أسطح المنازل في الريف سوف ترى ذلك واضحا جليا، كنا نتعجب من أطباق الدش التي تملأ أسطح العمارات في المدن حتى رأيناها بأم أعيننا في الريف، كنا نتعجب ونتساءل كيف لعاقل أن يلبس ثيابا ممزقة حتى رأينا شباب وشابات الريف يرتدون الممزق.

أنا وإن كنت أشجب حال الريف فذلك لأن التقليد الأعمى دائما ما يأتي بنتائج سلبيه وهو ما حسبناه تقدم وتحضرورأينا ونرى نتائجه الآن ومازال الأمر يزداد سوءا.

الأمر في الريف أشبه بمكان مظلم وبه تسرب غاز والناس نيام والخوف كل الخوف أن يأتي يوم ويضىء أحدهم المصباح لنفاجئ بإنفجار لن يسلم منه القاصي والداني.

لم تعد يا ريف ريفا، لم نعد آمنين

نسأل الله السلامة

محمد بسيم البنا

من مواليد مركز الصف الجيزة في ٢٨ من ديسمبر لعام ١٩٩٣
حاصل على بكالوريوس هندسه زراعية جامعة القاهرة
يعمل بمجال اللاندسكيب
وله ديوان “فاعل مجهول”
نُشر في معرض القاهرة الدولي للكتاب في عام ٢٠٢١

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

يسعدنا مشاركاتك

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »
%d مدونون معجبون بهذه: